تابع أيضا لترجمة الشيخ كريم راجح
الكتب التي درَّسها الشيخ:
ومن الكتب التي درَّسها الشيخ في جامع المنصور: تفسير القرطبي، والشرقاوي على شرح التحرير للشيخ زكريا الأنصاري في الفقه الشافعي، وشرح مسلم للنووي، وتدريب الراوي للسيوطي، وإحياء علوم الدين للغزالي، ومختصره للقاسمي، وسبل السلام للصنعاني، والفقه المنهجي على مذهب الشافعي، والمستطرف في كل فن مستظرف للإبشيهي وغيرها.
ومنزل الشيخ لا يخلو من دروس العلم، فله في صباح الجمعة درس في صحيح البخاري يحضره كبار طلبة العلم، كما أنه يقريء في جامع المنصور وفي بيته طلبة العلم القرآن بالقراءات، وله حلقة في مدارسة القراءات في بيته مع تلاميذه المتقنين للقراءات العشر.
كما أن له مشاركات كثيرة في تحكيم مسابقات القرآن الدولية في كثير من الدول العربية , إضافة إلى مشاركته في مؤتمرات عدة على المستوى الدولي.
شيخ قراء دمشق:
فضيلة الشيخ محمد كريم راجح -حفظه الله- هو شيخ قراء دمشق، ولعل هذا هو الأهم في ترجمة هذا العالم الجليل، جاءته مشيخة القرَّاء، تمشي على استحياء، حيث زفت إليه بإجماع من أقران الشيخ، بل بعضهم أكبر منه سنًا.
فقد بويع له بمشيخة قراء دمشق بعد موت الشيخ حسين خطاب -رحمه الله- وذلك في عام 1408هـ، ومسجد بني أمية مكتظ بالناس، والشيخ حسين خطاب لا يزال مسجى في نعشه في قبلة المسجد، فأعلن الشيخ الصالح العالم شيخ مسجد بني أمية الشيخ عبدالرزاق الحلبي (ولد 1343هـ) مبايعة الشيخ محمد كرِّيم راجح شيخًا لقراء دمشق خلفًا للشيخ حسين خطاب -رحمه الله-، أعلن ذلك بعد أن استشار فيها الشيخ المقريء الصالح أبوالحسن الكردي ( ولد 1329 هـ). وبعد إعلان الشيخ عبدالرزاق الحلبي ذلك أقر الجميع من علماء، وقرَّاء، ووافقت على ذلك وزارة الأوقاف بقرار من الوزير آنذاك. ولا يزال فضيلته شيخًا لقراء دمشق -أطال الله في عمره على طاعته-.
أسرة الشيخ النسبية:
أما أسرة الشيخ فمنها ما هي مرتبطة به نسبًا، وأكثرها المرتبطة به علميًا.
فأسرته المرتبطة به نسبًا مكونة من تسعة من الأولاد: ستة أبناء، وثلاث بنات من زوجته الأولى.
فله: محمد سعيد، ومحمد أديب، ومحمد جمال يقرظ الشعر ويجيده، ومحمد أسامة، ومحيي الدين، وعمار. وبناته: بشرى، وهند، وغادة. وكلهنَّ متزوجات . وقد أخذ أولاده عنه الجِدّ والاستقامة.
أسرة الشيخ العلمية:
وأما أسرة الشيخ العلمية، فقد درَّس المئات سواء في المساجد أو في المدارس أو في بيته، ولعل أبرزهم من قرأ عليه القرآن بالقراءات العشر الصغرى أو الكبرى، أو أفرد شيئًا منها وهم كثير، لعله يتيسر جمع أسماءهم في سجل كامل، وذلك لكثرتهم ولأجل الإحاطة بهم, ويقوم بهذا العمل تلميذه القارئ المتقن الجامع الأستاذ الشيخ عبد الله بن حسين الصومالي في كتابه :" العطر الفائح في أسانيد وتلاميذ الشيخ كريِّم راجح" .
وقد أكرمني الله جل وعلا فأفردت عليه ختمة كاملة لعاصم من طريق الشاطبية , ثم ختمة أخرى لحفص عن عاصم من طريق الطيبة , ثم ختمة أخرى لقالون عن نافع , ثم ختمة أخرى لابن عامر الدمشقي كلاهما من طريق الشاطبية, وأنا الآن أجمع عليه القراءات العشر الصغرى من طريق الشاطبية والدرة يسّر الله الإتمام.
نشاطاته العلمية والاجتماعية:
والشيخ لا يزال مشتغلاً بالتدريس، والإقراء، والفتوى، ووقته موزع على كل هذا ولا يكاد يخلد إلى الراحة إلا في القليل من الوقت.
حيث يشارك في الوعظ في كثير من الحفلات، والمناسبات الاجتماعية، وله قبول عظيم عند الناس يستمعون له، وينصتون إليه.
أخلاقه وشمائله:
وهو صريح في الحق، لا يخشى في الله لومة لائم، وربما أتعبته صراحته مع كثير من الناس ممن يؤثرون المجاملات على الحق.
والشيخ متنزه متعفف منذ نعومة أظفاره، لا يمد يده أبدًا للناس.
وهو كثير الشفقة على الفقراء والمحتاجين، يسعى عند المحسنين في قضاء حوائجهم، وفك إعسارهم لاسيما طلبة العلم، ولم تنسه النعمة التي منَّ الله بها عليه بعد بلائه وصبره -لم تنسه- من تتبع أحوال الفقراء، والسؤال عنهم، وبذل الشفاعة عند التجار لمساعدتهم، وله عند التجار القبول التام ولا يردون له شفاعة.
ولا يزال – حفظه الله تعالى – يتابع بين الحج والعمرة متعه الله بالصحة والعافية.
لم تتجه همة الشيخ إلى التأليف لانشغاله بالتعليم، وكلٌّ مُيَسَّر لما خُلِقَ له، ولكن له شذرات ومشاركات، فقد اختصر تفسيري القرطبي وابن كثير، كما اختصر شرح مسلم للنووي، وله شعر رائق يسَّر الله إخراجه.
كما هو مستشار مؤتمن من قبل كثير من طلاب العلم، حيث يعرضون عليه مؤلفاتهم ليصحِّحها، أو يراجعها، أو يُصلحها، أو يُقرِّظها.
أسأل الله أن يمدَّ في عمره، ويزيده من الصالحات، وأن يضاعف النفع به، ويضاعف له الأجر والثواب.