منتديات طالب العلم الشرعي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 محمد كريم راجح شيخ قراء دمشق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
خادم السنة

خادم السنة


عدد الرسائل : 135
تاريخ التسجيل : 19/06/2007

محمد كريم راجح شيخ قراء دمشق Empty
مُساهمةموضوع: محمد كريم راجح شيخ قراء دمشق   محمد كريم راجح شيخ قراء دمشق Emptyالأربعاء أغسطس 29, 2007 1:52 pm








محمد كريم راجح شيخ قراء دمشق Imam0069_153 محمد كريِّم راجح
نفحات طيبات في ترجمة شيخ القراءات
محمد كريِّم راجح شيخ قرّاء دمشق
نفحات طيبات في ترجمة شيخ القراءات
-حفظه الله تعالى-
بقلم :يحيى بن محمد بن أسعد الحكمي الفيفي
المحاضر في قسم القرآن وعلومه من كلية أصول الدين
من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الرياض - المملكة العربية السعودية


هذه الترجمة كتبها الأستاذ الكريم القارئ الشيخ يحيى الفيفي ، وهو يعدُّ الآن لترجمة مفصلة ضمن تقدمته لديوان شيخه محمد كريم راجح ، وكذلك في تراجمه لمشايخ قراء دمشق ضمن سفره الكبير الذي يُعدُّه بعنوان:" مشيخة القرَّاء في دمشق الغرَّاء" حيث بدأهم بأبي الدرداء رضي الله عنه، وختمهم بترجمة شيخه محمد كريِّم راجح ، وقد سمَّى هذه الترجمة " أنفاس القلم وأنسام الكلم" ويسرُّ الموقع نشر ترجمة شيخ القراء، وسيجد الإخوة الكرام حواراً ممتعاً معه في ركن الحوار . فإلى ترجمة الشيخ حفظه الله :

اسمه وأصله:

هو فضيلة الشيخ القارئ المقرئ المفسر الفقيه اللغوي الأديب الأريب محمد كريِّم بن سعيد بن كريم راجح.

أصل الشيخ من: كَفْر حَوَر، وهي قرية تبعد ما يقرب من خمسين كيلو من دمشق الشام.

ولادته وأبواه وإخوته:

ولد الشيخ في دمشق الشام سنة 1344هـ الموافق 1926م من أبوين صالحين، أما والده -رحمه الله- فكان رجلاً أميًا لا يقرأ ولا يكتب، وكان لحَّامًا يمارس مهنة الجزارة، وكان على جانب من الصلاح والتعفف , أما والدته -رحمها الله- فهي: حفيظة بنت حسن سميا، وكانت امرأة صالحة تُقريء القرآن للمبتدئين والمبتدئات الصغار، وقد كانت تحفظ القرآن الكريم تقريبًا. وقد كانت من الصلاح والتقوى على جانب كبير.

وقد كان أكبر أولاد أبويه، وله من الإخوة أربعة: اثنان من أبيه، واثنان من أمه.

فأخواه من أبيه هما: علي يمتهن الجزارة كأبيه، وقد تركها لكبر سنه، وأحمد يمتهن التجارة وكلاهما على قيد الحياة.

وأما أخواه من أمه فهما: محمد كامل زرزور، ونوري زرزور.

وإنما قلت: أخواه من أمه، لأن أمه كانت متزوجة برجل قبل زواجها بأبيه ولذلك هما أكبر منه.

وقد كان محل إقامة والده في حي الميدان الحي المعروف من بلاد الشام. وأصل والده من مكان يسمى بمحلة القاعة، ووالدته من الساحة.

نشأته وتعليمه:

التحق شيخنا بالتعليم منذ سن مبكرة حيث كان في أيامه كتاتيب تقريء القرآن، وتعلم الخط والإملاء، والأعمال الأربعة (الجمع والطرح والضرب والقسمة) وذلك على طريقة بدائية.

وقد كان التحاقه بهذه الكتاتيب منذ نعومة أظفاره -كما أسلفت- حيث لم يتجاوز عمره آنذاك خمس سنوات، وقد بقي فيها ما يقرب من ثلاث سنوات، ثم تخرج فيها كما يقول: على مصطلحهم عالمًا! يعرف يقرأ ويكتب ويحسب.

وقد كان الأساتذة في غاية من الشدة في الكتاتيب.

ومن الذين درَّسوهم كما يذكر الشيخ: ياسين الزرزور، وابنه محمد الزرزور، والشيخ أديب الصبَّان، والشيخ أبوراشد اللبني.

مدرسة وقاية الأبناء:

وبعد أن انتهى من مرحلة الكتاتيب وكان عمره ثمان سنوات، دخل مدرسة (وقاية الأبناء للجمعية الغراء) وهي مدرسة أنشأها الشيخ الداعية الإصلاحي الكبير شيخ مشايخنا: علي الدقر -رحمه الله- (ت1362هـ) وبقي فيها شيخنا سنة فقط، حيث خرج منها مبكرًا، نظرًا لشدة وصرامة أساتذتها والتي تصل أحيانًا إلى ظلم الطلاب، فالمعلمون فيها -كما يقول الشيخ: ( يضربون الطلاب دون هوادة!) إذ كان الاعتماد الأكبر في تلك الفترة في تعليم الطلاب على الضرب المبرح، ولكنه يتجاوز -في كثير من الأحيان- الحد المعقول، فلذلك آثر شيخنا الخروج من هذه المدرسة بعد أن تجاوز التاسعة من عمره. وقد كانت هذه المدرسة -كما يقول الشيخ- مدرسة نظامية يغلب فيها تعليم الدين ولكن بأسلوب ضعيف.

عمله في المطبعة الهاشمية:

خرج الشيخ بعدها ليقتحم الميدان، والحياة الشاقة، منذ سن مبكرة، حيث لم يتجاوز عمره حينها العاشرة. وظل من عمل لآخر إلى أن رمته الحياة عاملاً في المطبعة الهاشمية وكان صاحبها آنذاك السيد محمد هاشم الكتبي، وأبوأكرم حسن الطرابيشي، وكان عمر شيخنا حينها اثني عشر سنة.

من عجائب القدر:

وكان من عجائب القدر، وتصاريف الزمان، أن طبع فيها تفسير الجلالين (للإمام المحلي والسيوطي) فوقعت في يد الشيخ ملزمة منه، وفيها تفسير سورة الأنبياء، الآيات التي فيها قصة سيدنا إبراهيم -u- تحديدًا:{ ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين، إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون؟ قالوا: وجدنا آباءنا لها عابدين. قال: لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين.....}[ الأنبياء: 70،51]

فقرأها شيخنا مرة، ومرتين، وثلاثاً، فأعجب بالقصة غاية الإعجاب، وتعلَّق بها أشدَّ التعلق، وأخذ يكرر قراءة السورة، والقصة، ثم حفظ القصة عن ظهر قلب.

عاد بعدها في المساء إلى منزل والديه، حيث تلقته أمه المعلمة الصالحة -رحمها الله- فأخبرها بما حصل له، وأظهر لها رغبته الشديدة في حفظ القرآن، ففرحت وقالت: وفقك الله!!

حفظه لكتاب الله وصلته بالشيخ حسين خطاب:

أخذ شيخنا في حفظ القرآن على طريقة صحائف، وكان يحفظ القرآن لوحده، ومن تلقاء نفسه، وكان يحفظ مرة، ويتركه أخرى، إلى أن ساقه القدر إلى جامع القاعة، حيث كان إمامه وخطيبه فضيلة الشيخ حسين خطاب (ت1408هـ) -رحمه الله-، وهو شيخ قراء دمشق فيما بعد، فاتَّصل به ولازمه، وأتمَّ عليه حفظ القرآن الكريم.

كما حفظ عليه ألفية ابن مالك في النحو، ونهاية التدريب للعمريطي وهو نظم لمتن غاية التقريب في الفقه الشافعي للإمام أبي شجاع. كل هذا وعمر شيخنا بين الثالثة عشرة والرابعة عشرة.

أتم الشيخ حفظ القرآن الكريم في سنة وشهر، ومن العجائب أن الشيخ عندما بدأ بقراءة القرآن في اليوم الذي تلي يوم ختمه قرأه عن ظهر قلب دون رجوع إلى المصحف، وهذه حالة لا تقع إلا في النادر لاسيما لمن كان في مثل سن الشيخ.


عدل سابقا من قبل في الأربعاء أغسطس 29, 2007 1:57 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خادم السنة

خادم السنة


عدد الرسائل : 135
تاريخ التسجيل : 19/06/2007

محمد كريم راجح شيخ قراء دمشق Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمد كريم راجح شيخ قراء دمشق   محمد كريم راجح شيخ قراء دمشق Emptyالأربعاء أغسطس 29, 2007 1:54 pm

تابع الترجمة :



صلته بالشيخ حسن حبنكة الميداني:

تفرَّس الشيخ حسين خطاب -رحمه الله- أمارات النجابة والذكاء مترسمة في محيَّاه فأخذه إلى الشيخ حسن حبنكة الميداني (1398هـ) -رحمه الله- وعرضه عليه، فسر به الشيخ حسن سرورًا بالغًا، واحتواه في مدرسته التابعة لجمعية التوجيه الإسلامي والتي أسسها -رحمه الله-، فانقطع شيخنا إلى تعلم العلم في مدرسة الشيخ حسن حبنكة،منذ سنة (1940) ولازمه ملازمة تامَّة إلى أن توفَّاه الله -جل وعلا-.وهو زميل وقرين فضيلة الشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداني في معهد والده الإمام، وكان يقول كل منهما للآخر: أنت شقيق روحي.

إتقانه القراءات العشر:

التحق شيخنا بالشيخ حسن حنبكة -رحمه الله- وتفرغ للعلم تمامًا، وأتم حفظ القرآن الكريم، ثم تطلع إلى إتقانه بالقراءات العشر، فحفظ الشاطبية في مدة وجيزة حيث كان يحفظ كل يوم عشرة أبيات، فأتمها في أشهر يسيرة، ثم قرأها كاملة على الشيخ محمد سليم الحلواني (ت1363هـ) -رحمه الله- وهو شيخ القراء في دمشق آنذاك، قرأها عليه عن ظهر قلب فأجازه بها، ثم اتجهت همة الشيخ إلى أن يقرأ القرآن بالقراءات السبع بمضمَّن الشاطبية، وهكذا بالقراءات الثلاث بمضمَّن الدرَّة على شيخ قرَّاء دمشق الشيخ محمد سليم الحلواني بعد أن قرأ عليه المتن عن ظهر قلب وأجازه به، إلا أن المنية اخترمت الشيخ محمد سليم، فخلفه ابنه العبقري الضابط المتقن الشيخ أحمد سليم (ت1384هـ) -رحمه الله- فجمع عليه شيخنا القراءات العشر الصغرى (من طريقي الشاطبية والدرة) وأتمها عليه في مدة وجيزة، وزيادة في توثيق ما قرأ على الشيخ أحمد سليم قرأ القرآن كاملاً بالقراءات العشر الصغرى مرة أخرى في ختمة كاملة على الشيخ الصالح المقرئ محمود فائز الديرعطاني (ت1384هـ) -رحمه الله- وأتمها عليه وأجازه بها.

مرافقته شيخه حسن خطاب في القراءة على الشيخ صمديه:

لم تقف همة شيخنا هنا، بل كان يرافق شيخه حسين خطَّاب -رحمه الله- في أثناء قراءته على شيخيه العشر الصغرى، يرافقه إلى قرية عربين لجمع القراءات العشر الكبرى من طريق طيبة النشر، على الشيخ المقرئ عبدالقادر قويدر (1369هـ) -رحمه الله- المعروف بشيخ صمدية، حيث أتمها عليه في مدة وجيزة، وقرية (عربين) في غوطة دمشق على بعد عشرة كيلو منها، ولم تكن وسائل النقل في تلك الفترة سهلة ميسرة، لذا كان الشيخان يستخدمان (الترام)، للوصول للشيخ، وفي كثير من الأحيان يمشيان على أقدامهما!

إجازته في القراءات وتصدره للإقراء:

حفظ الشيخ الشاطبية -كما تقدَّم- والدرة والطيبة، وبمضمَّنها جميعًا أتقن القراءات العشر الصغرى والكبرى، ولما يتجاوز عمره ثلاثين سنة، وتصدَّر للإقراء وهو في هذه السن المبكرة مجازًا من أشياخه، ناهيك عن تمكنه في العلوم الأخرى من تفسير، ونحو، وبلاغة، وفقه، حيث تفقه في المذهب الشافعي على عدد من العلماء ربما يغني عن الإطالة من تعدادهم تصدُّر الشيخ حسن حنبكة رأس القائمة, حيث كان رحمه الله من كبار الشافعية في عصره.

متابعة دراسته النظامية:

عنَّ للشيخ أثناء الخمسينات الميلادية أن يتم دراسته النظامية فالتحق بالإعدادية، والبكالوريا الشرعيتين وأتمهما، ثم دخل كلية الشريعة وتخرج فيها، ثم دخل كلية التربية في جامعة دمشق وتخرج فيها أيضاً.

وهذا أمر في غاية العجب، وهمة تناطح السماء، وعزم يتجاوز الجوزاء، ووجه العجب: من انقطاع الشيخ عن الدراسة، ثم التحاقه بمدرسة الشيخ حسن حبنكة العلمية ودراسته على كبار العلماء شتى أنواع الفنون، وبعد إتقانه هذا دخوله المدارس النظامية على كبر سنه، وتجاوزه لجميع المراحل، دون كلل أو ملل، بل وتخرجه من كليتين، وكل هذا لا يتفق إلا للقليل.

إمامته في عدد من مساجد دمشق:

وبعد تخرج الشيخ عُيِّن إمامًا في أحد مساجد دمشق، وكان قبلها يصلي في جامع الحصني نائبًا عن الشيخ نسيب المجذوب بمرتب لا يتجاوز ثلاث ليرات، وكان في أثناء هذا قد تزوج وصار له ثلاثة من الأولاد، يعيش معهم في قبو لا تتجاوز مساحته خمسين مترًا، ويعاني حالة من الفقر، فقد يمر اليوم واليومان ولا يجد ما يطعم زوجته وأطفاله، إلى أن سخَّر الله له سمانًا صالحًا فكان يقرضه ما أراد من الطعام إلى أن تتيسر أموره.

تدريسه في عدد من المدارس والمساجد:

بقي في هذا المسجد كنائب عن إمامه فتره يسيرة، ثم جاءه بعدها أحد طلابه وهو الآن الدكتور محمد دلول، ورشحه مدرساً في المدرسة المحسنية، فتحسنت حالته المادية، ولكنه تركها في السنة التالية لظروفه الخاصة، فدخل مسابقة درس الفتوى وعقد له اختبار فكان الأول على جميع المتسابقين، فعيَّن مدرسًا دينيًا في منطقة بصرى من الشام، وحصل على مرتَّب كبير، ثم عيِّن بعدها مفتيًا في منطقة إذرع من حوران. تنقل الشيخ بعدها بين الإمامة والخطابة والتدريس.

أما الخطابة فإن الشيخ أوتي أسلوبًا بليغًا، وعبارة رصينة عالية، إذ هو خطيب مفوَّه يلقي خطبه عن ظهر قلب، يعالج في خطبه مشكلات الناس، ويلقي عليهم ما يزيل همومهم.

تنقل الشيخ في خطابة الجمعة في عدد من مساجد دمشق وجوامعها الكبيرة الجامعة التي تغصُّ بالمصلين ، رغبة في الاستماع للخطيب والانتفاع من علومه ومواعظه، وهو الآن خطيب جامع الشيخ حسن خلفاً لشيخه وشقيق شيخه العلامة الشيخ صادق حبنكة.

وأما التدريس فإنه يلقي دروسه ما بين المدارس والمساجد، وذلك منذ بداية طلبه للعلم، حيث يدرس في معهد الفتح الإسلامي، في قسم التخصص (التفسير) البحر المحيط لأبي حيان، والفقه المقارن، والتجويد، كما يدرس في دائرة الفتوى، ويدرس أيضًا في مجمع الشيخ أحمد كفتارو التجويد، والتفسير، والفقه المقارن.

ودروسه في المساجد قائمة، فله درس التفسير في جامع الحسن يوم الثلاثاء. كما أنه يدرس في جامع المنصور يوميًا بعد الفجر عددًا من الكتب في التفسير، والحديث والفقه والسيرة، والمواعظ والرقائق وغيرها. وله فيه بعد المغرب درس في التفسير يوم الخميس.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خادم السنة

خادم السنة


عدد الرسائل : 135
تاريخ التسجيل : 19/06/2007

محمد كريم راجح شيخ قراء دمشق Empty
مُساهمةموضوع: رد: محمد كريم راجح شيخ قراء دمشق   محمد كريم راجح شيخ قراء دمشق Emptyالأربعاء أغسطس 29, 2007 1:55 pm

تابع أيضا لترجمة الشيخ كريم راجح



الكتب التي درَّسها الشيخ:

ومن الكتب التي درَّسها الشيخ في جامع المنصور: تفسير القرطبي، والشرقاوي على شرح التحرير للشيخ زكريا الأنصاري في الفقه الشافعي، وشرح مسلم للنووي، وتدريب الراوي للسيوطي، وإحياء علوم الدين للغزالي، ومختصره للقاسمي، وسبل السلام للصنعاني، والفقه المنهجي على مذهب الشافعي، والمستطرف في كل فن مستظرف للإبشيهي وغيرها.

ومنزل الشيخ لا يخلو من دروس العلم، فله في صباح الجمعة درس في صحيح البخاري يحضره كبار طلبة العلم، كما أنه يقريء في جامع المنصور وفي بيته طلبة العلم القرآن بالقراءات، وله حلقة في مدارسة القراءات في بيته مع تلاميذه المتقنين للقراءات العشر.

كما أن له مشاركات كثيرة في تحكيم مسابقات القرآن الدولية في كثير من الدول العربية , إضافة إلى مشاركته في مؤتمرات عدة على المستوى الدولي.

شيخ قراء دمشق:

فضيلة الشيخ محمد كريم راجح -حفظه الله- هو شيخ قراء دمشق، ولعل هذا هو الأهم في ترجمة هذا العالم الجليل، جاءته مشيخة القرَّاء، تمشي على استحياء، حيث زفت إليه بإجماع من أقران الشيخ، بل بعضهم أكبر منه سنًا.

فقد بويع له بمشيخة قراء دمشق بعد موت الشيخ حسين خطاب -رحمه الله- وذلك في عام 1408هـ، ومسجد بني أمية مكتظ بالناس، والشيخ حسين خطاب لا يزال مسجى في نعشه في قبلة المسجد، فأعلن الشيخ الصالح العالم شيخ مسجد بني أمية الشيخ عبدالرزاق الحلبي (ولد 1343هـ) مبايعة الشيخ محمد كرِّيم راجح شيخًا لقراء دمشق خلفًا للشيخ حسين خطاب -رحمه الله-، أعلن ذلك بعد أن استشار فيها الشيخ المقريء الصالح أبوالحسن الكردي ( ولد 1329 هـ). وبعد إعلان الشيخ عبدالرزاق الحلبي ذلك أقر الجميع من علماء، وقرَّاء، ووافقت على ذلك وزارة الأوقاف بقرار من الوزير آنذاك. ولا يزال فضيلته شيخًا لقراء دمشق -أطال الله في عمره على طاعته-.

أسرة الشيخ النسبية:

أما أسرة الشيخ فمنها ما هي مرتبطة به نسبًا، وأكثرها المرتبطة به علميًا.

فأسرته المرتبطة به نسبًا مكونة من تسعة من الأولاد: ستة أبناء، وثلاث بنات من زوجته الأولى.

فله: محمد سعيد، ومحمد أديب، ومحمد جمال يقرظ الشعر ويجيده، ومحمد أسامة، ومحيي الدين، وعمار. وبناته: بشرى، وهند، وغادة. وكلهنَّ متزوجات . وقد أخذ أولاده عنه الجِدّ والاستقامة.

أسرة الشيخ العلمية:

وأما أسرة الشيخ العلمية، فقد درَّس المئات سواء في المساجد أو في المدارس أو في بيته، ولعل أبرزهم من قرأ عليه القرآن بالقراءات العشر الصغرى أو الكبرى، أو أفرد شيئًا منها وهم كثير، لعله يتيسر جمع أسماءهم في سجل كامل، وذلك لكثرتهم ولأجل الإحاطة بهم, ويقوم بهذا العمل تلميذه القارئ المتقن الجامع الأستاذ الشيخ عبد الله بن حسين الصومالي في كتابه :" العطر الفائح في أسانيد وتلاميذ الشيخ كريِّم راجح" .

وقد أكرمني الله جل وعلا فأفردت عليه ختمة كاملة لعاصم من طريق الشاطبية , ثم ختمة أخرى لحفص عن عاصم من طريق الطيبة , ثم ختمة أخرى لقالون عن نافع , ثم ختمة أخرى لابن عامر الدمشقي كلاهما من طريق الشاطبية, وأنا الآن أجمع عليه القراءات العشر الصغرى من طريق الشاطبية والدرة يسّر الله الإتمام.

نشاطاته العلمية والاجتماعية:

والشيخ لا يزال مشتغلاً بالتدريس، والإقراء، والفتوى، ووقته موزع على كل هذا ولا يكاد يخلد إلى الراحة إلا في القليل من الوقت.

حيث يشارك في الوعظ في كثير من الحفلات، والمناسبات الاجتماعية، وله قبول عظيم عند الناس يستمعون له، وينصتون إليه.

أخلاقه وشمائله:

وهو صريح في الحق، لا يخشى في الله لومة لائم، وربما أتعبته صراحته مع كثير من الناس ممن يؤثرون المجاملات على الحق.

والشيخ متنزه متعفف منذ نعومة أظفاره، لا يمد يده أبدًا للناس.

وهو كثير الشفقة على الفقراء والمحتاجين، يسعى عند المحسنين في قضاء حوائجهم، وفك إعسارهم لاسيما طلبة العلم، ولم تنسه النعمة التي منَّ الله بها عليه بعد بلائه وصبره -لم تنسه- من تتبع أحوال الفقراء، والسؤال عنهم، وبذل الشفاعة عند التجار لمساعدتهم، وله عند التجار القبول التام ولا يردون له شفاعة.

ولا يزال – حفظه الله تعالى – يتابع بين الحج والعمرة متعه الله بالصحة والعافية.

لم تتجه همة الشيخ إلى التأليف لانشغاله بالتعليم، وكلٌّ مُيَسَّر لما خُلِقَ له، ولكن له شذرات ومشاركات، فقد اختصر تفسيري القرطبي وابن كثير، كما اختصر شرح مسلم للنووي، وله شعر رائق يسَّر الله إخراجه.

كما هو مستشار مؤتمن من قبل كثير من طلاب العلم، حيث يعرضون عليه مؤلفاتهم ليصحِّحها، أو يراجعها، أو يُصلحها، أو يُقرِّظها.

أسأل الله أن يمدَّ في عمره، ويزيده من الصالحات، وأن يضاعف النفع به، ويضاعف له الأجر والثواب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
محمد كريم راجح شيخ قراء دمشق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فتوى كريم راجح في الجفري
» دفاعا عن الشيخ محمد شقره

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات طالب العلم الشرعي :: منتديات طالب العلم الشرعي :: المنتدى العام .. نبض القلب ... وهمس الروح-
انتقل الى: