يتبع =
القول الثالث : (الجواز للحاجة ) وهو قول الأمام مالك وهذا الذي يرجحه شيخ الإسلام ابن تيمية وهو جواز القراءة للحائض ويدخل أيضاً تحت هذا الرأي قول الصنعاني ، والصنعاني لم يقل بالجواز ولكن يقول بالكراهة.
وأدلة هؤلاء القوم ثلاثة :
1- الأصل عدم المنع (( لأنه لا توجد أدلة تمنع والأدلة التي تمنع ضعيفة ))
2- عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم _ أفعلي ما يفعل الحاج غير الطواف بالبيت _ فالحاج يذكر الله ويسبح ويقرأ القرآن فلو كان قراءة القرآن محرمة لكان خصصها كما خصص الطواف.
3- عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم- بعث إلى كسرى وقيصر كتاباً فيه - بسم الله الرحمن الرحيم - من محمد رسول الله -((قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا )) ... إلى أخره ، والكافر جنب لأنه يجامع امرأته ثم لا يغتسل بنية فهو جنب دائماً.
ثم قالوا هناك أخبار وأحاديث تذم من نسي القرآن ، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، والواجب هو عدم نسيان القرآن ولا يتم إلا بالقراءة سواء كانت حائض أو غير حائض.
والرد على هذا الدليل من ثلاثة وجوه:
الوجه الأول : هذا الدليل في غير محل النزاع لأن حرمة نسيان القرآن، هل هو من غفلة الإنسان ونسيانه وهوالمخاطب بذلك ؟ أم بما جاء سهواً أونسياً رغم أرادته ؟
إن التحذيرهنا بسبب الغفلة والتفريط.
الوجه الثاني :المرأةالتي تركت قراءة القرآن لأن النبي - صلى الله عليه وسلم -حرم عليها القراءة –وعمر وعلي-رضي الله عنهما - حرما عليها القراءة، هل هذا من كسبها أى من غفلتها وتفريطها أم هو طاعة لله - فإن كان طاعة لله فلا يدخل تحت الوعيد.
الوجهالثالث :نقول:ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، والواجب هو عدم نسيان القرآن-لكن ليس الحل الوحيد هو التلاوة ؟!
بل هناك وجهات أخرى يمكن ألا تنسى القرآن بها، فبالاتفاق (الحائض لها أن تقرأ القرآن في قلبها وفي نفسها تمررالآيات - وفي خاطرها تجول في عقلها بالقراءة.
ـ أو أن تكتب الآيات لتثبيت حفظها لأنه لم يرد النهي عن الكتابة .
-أو تذهب إلى حلقات التحفيظ للاستماع دون أن تردد ولها أن تكتبها حتى تطهر ثم تقرأها.
والراجح من هذه الأقوال الثلاثة هو رأي الجمهور بتحريم قراءة المرأة الحائض للقرآن، وأنها تستحق العقاب بقراءتها للقرآن إن تعمدت وهى حائض لأن الأدلة واضحة ظاهرة جداً على التحريم. والله تعالى أعلم.