منتديات طالب العلم الشرعي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 نماذج من دعوة التابعين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
خادم السنة

خادم السنة


عدد الرسائل : 135
تاريخ التسجيل : 19/06/2007

نماذج من دعوة التابعين Empty
مُساهمةموضوع: نماذج من دعوة التابعين   نماذج من دعوة التابعين Emptyالثلاثاء يناير 22, 2008 8:45 am

نماذج من دعوة التابعين ومن بعدهم

هارون الرشيد وطبيبه الخاص:

كان للخليفة العباسي هارون الرشيد طبيب ذو فطنة وأدب من المسيحيين فودّ الرشيد أن لو يسلم فقال له: ما يمنعك من الإسلام ؟

فقال الطبيب : آية في كتابكم حجة على من انتحله .

فقال له : وما هي ؟

قال: قول الله تعالى" وروح منه "(1).

فعظم ذلك على الرشيد وجمع له العلماء فلم يحضرهم الجواب ، حتى ورد قوم من خرسان فيهم محمد بن عمر بن واقد من أهل علم القرآن ، فأخبره الرشيد بذلك فاستعجم عليه الجواب ، ثم خلا بنفسه وقال : ما أجد المطلوب إلا في كتاب الله ، فابتدأ القرآن من أوله وقرأ حتى بلغ قوله تعالى : )وسخر لكم ما السماوات وما في الأرض جميعاً منه((2)؛فخرج إلى الرشيد وأحضر الطبيب فقرأها عليه وقال: إن كان "روح منه " يوجب أن يكون عيسى بعضاً منه تعالى وجب ذلك في السماوات والأرض فانقطع النصراني ولم يجد جواباً ثم أسلم ، وسر الرشيد بذلك وأجزل صلة ابن واقد .(3)

ذكر أن الخليفة العباسي المأمون قد جمع بين كلثوم بن عمرو العتابي وابن فروة النصراني وقال لهما : تكلما وأوجزا ، فقال العتابي لابن فروة : ما تقول في عسيى المسيح ؟

قال ابن فروة: أقول أنه من الله .

قال العتابي : صدقت ولكن ؛ (من) تقع على أربع جهات لا خامس لها...

1. من كالبعض من الكل على سبيل التجزيء.

2. أو كالوليد من الوالد على سبيل التناسل .

3. أو كالخل من الخمر على سبيل الاستحالة( التحول)

4. أو كالصنعة من الصانع على سبيل الخلق من الخالق .

أم عندك شيء تذكره غير ذلك ؟

قال ابن فروة : لا بد أن تكون هذه الوجوه ، فما أنت تجيبني إن تقلدت مقالةً منها ؟

قال العتابي : إن قلت على سبيل التجزيء كفرت ، وإن قلت على سبيل التناسل كفرت ، وإن قلت على سبيل الفعل كالصنعة من الصانع (المخلوق من الخالق)فقد أصبت .

فقال ابن فروة : فما تركت لي قولا أقوله ..وانقطع.(4)

الحوار بين القاضي الباقلاني وبين ملك الروم:

دخل القاضي أبو بكر الباقلاني في سفارته لعضد الدولة ملك الروم في القسطنطينية فرأى عنده بعض بطارقته ورهابنته فقال له : كيف أنت وكيف الأهل والأولاد ؟

فتعجب ملك الروم منه وقال:ذكر من أرسلك في كتاب السفارة أنك لسان أهل الأرض ومتقدم على علماء الأمة أما علمت أنا ننـزه هؤلاء من الأهل والولد؟

فقال القاضي أبو بكر: أنتم لا تنـزهون الله سبحانه عن الأهل والولد،وتنـزهونهم(5)؟!

مناظرة ابن القيم لأحد رؤساء اليهود:

يقول أبن القيم وقد جرى لي مناظرة مع أكبر من تشير إليه اليهود بالعلم والرئاسة، فقلت له في أثناء الكلام : أنهم تكذيبهم محمد r قد شتم الله أعظم 0شتيمة ، فتعجب من ذلك ، وقال : مثلك يقول هذا ! فقلت له: أسمع الآن تقريره ، إذا قلتم أن محمداً ملك ظالم ، قهر الناس بسيفه وليس برسول من عند الله وقد أقام ثلاثة وعشرين سنة يدعي أنه رسول أرسله إلى الخلق كافة، ويقول أمرني الله بكذا ونهاني عن كذا وأوصى إلي كذا ، ولم يكن من ذلك شيء ويقول أنه أباح لي سبي ذراري من كذبني وخالفني ونسائهم وغنيمة أموالهم وقتل رجالهم ، ولم يكن من ذلك شيء وهو يدأب في تغيير الأنبياء ومعاداة أممهم ونسخ شرائعهم

فلا يخلو : إما أن تقولوا أن الله سبحانه وتعالى كان يطلع على ذلك ويشهده ويعلمه ، أو تقولوا أنه خفي عنه ولم يعلم به؛ فإن قلتم لم يعلم به نسبتموه إلى أقبح الجهل ، وكان من علم ذلك أعلم منه ، وأن قلتم بل كان بعلمه ومشاهدته واطلاعه عليهِ فلا يخلو : إما أن يكون قادراً على تغييره والأخذ على يده ومنعه من ذلك أولاً ، فإن لم يكن قادراً فقد نسبتموه إلى أقبح العجز المنافي للربوبية ، وإن كان قادراً وهو مع ذلك يعزه وينصره ويؤيده ويعليه ويعلي كلمته ويجيب دعاءه ويمكنه من أعدائه ويظهر على يديه من أنواع المعجزات والكرامات ما يزيد عن الألف ولا يقصده أحد بسوء إلا ظفر به ولا يدعوه بدعوة إلا استجابها له فهذا من أعظم الظلم والسفه الذي لا يليق نسبته إلى أحد من العقلاء فضلاً عن رب الأرض والسماء ، فكيف وهو يشهد له إقراره على دعوته وتأييده بكلامه، وهذه عندكم شهادة زور وكذب .

فلما سمع ذلك قال: معاذ الله أن يفعل هذا بكاذب مفتر ، بل هو نبي صادق من أتبعة أفلح وسعد.

قلت: فمالك لا تدخل في دينة ؟

قال : إنما بعث للأميين الذين لا كتاب لهم ، وأما نحن فعندنا كتاب نتبعه .

فقلت له : غلبت كل الغلب ، فإن قد علم الخاص والعام أنه أخبر أنه رسول الله إلى جميع الخلق ، وأن من لم يتبعه فهو كافر من أهل الجحيم ، وقاتل اليهود والنصارى وهم أهل كتاب ،فإذا صحت رسالته لزم تصديقه في كل ما أخبر به، فأمسك ولم يجد جواباً (6).

أبو حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله :

يذكر أنه اجتمع طائفة من الملاحدة بأبي حنيفة-رحمه الله- فقالوا ما الدلالة على وجود الصانع؟فقال : دعوني فخاطري مشغول بأمر غريب.

قالوا : ما هو؟

قال : بلغني أن في دجلة سفينة عظيمة مملوءة من أصناف الأمتعة العجيبة وهي ذاهبة وراجعه من غير أن يحركها أحد ولا يقودها أحد.

قالوا : أمجنون أنت؟!

قال : وما ذاك؟

قالوا : إن هذا لا يصدقه عاقل!!

فقال لهم : فكيف صدقت عقولكم أن هذا العالم بما فيه من الأنواع والأصناف والحوادث العجيبة، وهذا الفلك الدوار السيار يجري ويحدث هذه الحوادث من غير محدث ، وتتحرك هذه المتحركات بغير محرك؟ فرجعوا إلى أنفسهم بالملامة(7).

الحوار بين الفخر الرازي وقسيس في خوارزم :

جاء في تفسير الفخر الرازي ، أنه لقي نصرانياً في خوارزم ، فجرى بينهما حوار طويل، جاء فيه :

قال النصراني : ما الدليل على نبوة محمد ؟

فقلت له: كما نقل إلينا ظهور الخوارق على يد موسى وعيسى من الأنبياء عليهم السلام، نقل ألينا ظهور الخوارق على يد محمد r، فإما رددنا التواتر أو قبلناه، لكن إن قلنا إن المعجزة لا تدل على الصدق، فحينئذٍ بطلت نبوة سائر الأنبياء عليهم السلام، وإن اعترفنا بصحة التواتر واعترفنا بدلالة المعجزة على الصدق ثم أنهما حاصلان في حق محمد r، وجب الاعتراف قطعاً بنبوة محمد r ضرورة، إذ عند الاستواء بدليل لا بد من الاستواء في حصول المدلول، فقال النصراني: أنا لا أقول في عيسى أنه كان نبياً، بل أقول أنه كان إله.

فقلت له: الكلام في النبوة، لابد وأن يكون مسبوقاً بمعرفة الإله، وهذا الذي تقوله باطل، ويدل عليه أن الإله عبارة عن موجود ، واجب الوجود لذاته يجب أن لا يكون جسماً متحيزاً ولا عرضاً ، وعيسى عبارة عن هذا الشخص البشري الجسماني الذي وُجدَ بعد أن كان معدوماً وقُتل بعد أن كان حياً-على قولكم - وكان طفلاً أولاً ثم مترعرعاً ثم صار شاباً وكان يأكل ويشرب ويحدث وينام ويستيقظ ، وقد تقرر في بداهة العقول أن المحدث لا يكون قديماً ، والمحدث لا يكون غنياً، والممكن لا يكون واجباً، والمتغير لا يكون دائماً.

الوجه الثاني في أبطال هذه المقالة أنكم تعترفون بأن اليهود أخذوه وصلبوه وتركوه حياً على الخشبة ، وقد مزقوا ضلعه ، وأنه كان يحتال في الهرب منهم وفي الاختفاء عنهم ، وحين عاملوه بتلك المعاملة أظهر الجزع الشديد ، فإن كان إلها أو كان الإله حالاً فيه ، أو كان جزءاً من الإله حالاً فيه فلِمَ لم يدفعه عن نفسه؟

ولِمَ لم يهلكهم بالكلية ؟

وأي حاجه به إلى إظهار الجزع منهم؟ والاحتيال في الفرار منهم؟ وبالله إنني لأتعجب جدا !! إن العاقل كيف به أن يقول هذا القول، ويعتقد صحته فتكاد تكون بديهية العقل شاهدة بفساده.

والوجه الثالث هو انه إما أن يقال بأن الإله هو هذا الشخص الجسماني المشاهد أو أن يقال حل الإله بكليته فيه أو حل الإله بجزء منه فيه.

والأقسام الثلاثة باطلة:

أما الأول : فلأن إله العالم لو كان هو ذلك الجسم فحين قتله اليهود كان ذلك قولا بان اليهود قتلوا إله العالم فكيف يبقى العالم بعد ذلك من غير إله ! ثم اشد الناس ذلا ودناءة اليهود ؛ فالإله الذي تقتله إله في غاية العجز !

وأما الثاني : وهو أن الإله بكليته حل في هذا الجسم ،فهو أيضاً فاسد لأن الإله لم يكن جسماً ولا عرضاً امتنع حلوله في الجسم ،وإن كان جسماً فحينئذ يكون حلوله في جسم آخر عبارة عن اختلاط أجزائه بأجزاء ذلك الجسم ، وذلك يوجب وقوع التفرق في أجزاء ذلك الإله، وإن كان عرضاً كان محتاجاً إلى المحل وكان الإله محتاجاً إلى غيره وكل ذلك سخف.

وأما الثالث : وهو أنه حل فيه بعض من أبعاض الإله وهو جزء من أجزائه ،فذلك أيضاً محال لأن ذلك الجزء إن كان معتبراً في الإلهية فعند انفصاله عن الإله وجب أن لا يبقى الإله إلهاً وإن لم يكن معتبراً في تحقيق الإلهية لم يكن جزءاً من الإله ؛فثبت فساد هذه الأقسام فكان قول النصارى باطل.

الوجه الرابع: في بطلان قول النصارى ما ثبت بالتواتر أن عيسى u كان عظيم الرغبة في العبادة والطاعة لله سبحانه وتعالى ولو كان إلهاً لاستحال ذلك لأن الإله لا يعبد نفسه .

فهذه وجوه في غاية الجلاء والظهور دالة على فساد قولهم .

ثم قلت للنصراني : وما الذي دلك على كونه إله ،فقال: الذي دل عليه ظهور العجائب عليه من إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص ، ذلك لا يمكن حصوله إلا بقدرة الإله تعالى .

فقلت له: هل تسلم أن من عدم الدليل عدم المدلول أم لا؟فإن لم تسلم لزمك من نفي العلم في الأزل نفي الصانع ،وإن سلمت أنه لا يلزم من عدم الدليل عدم المدلول فأقول : لِمَ جوزت حلول الإله في بدن عيسىu فكيف عرفت أن الإله ما حل في بدني وبدنك وفي بدن كل حيوان ونبات وجماد؟

فقال: الفرق ظاهر وذلك لأني حكمت بذلك الحلول لأنه ظهرت تلك الأفعال العجيبة عليه،والأفعال العجيبة ما ظهرت على يدي ولا على يدك فعلمنا أن ذلك الحلول مفقود ههنا فقلت له : تبين أن تلك الخوارق دالة على حلول الإله في بدن عيسى ؛فعدم ظهور تلك الخوارق مني ومنك ليس فيه إلا أنه لم يوجد ذلك الدليل ؛ فإذا ثبت أنه لا يلزم من عدم الدليل عدم المدلول لا يلزم عدم ظهور تلك الخوارق مني ومنك عدم الحلول في حقي وفي حقك وفي حق الكلب والسنور والفأر ، ثم قلت : إن مذهباً يؤدي القول به إلى تجويز حلول ذات الله في بدن الكلب والذباب لفي غاية الخسة والركاكة.

الوجه الخامس :إن قلب العصا حية أبعد في العقل من إعادة الميت حياً لأن المشاكلة بين بدن الحي وبدن الميت أكثر من المشاكلة بين الخشبة وبين بدن الثعبان ، فإذا لم يوجب قلب العصا حية كون موسى إله ولا ابناً للإله ، فبأن لا يدل إحياء الموتى على الإلهية كان ذلك أولى وعند هذا انقطع النصراني ولم يبق له كلام(8).

ــــــــــــ

(1) النساء 171.

(2) الجاثية 13.

(3) الحوار الإسلامي المسيحي .بسام داوود عجك .ص174-175.

(4) انظر عيون المناظرات ص248، وانظر الحوار الإسلامي المسيحي .بسام داوود العجك .ص175-176.

(5) انظر عيون المناظرات ص213، وانظر الحوار الإسلامي المسيحي .بسام داوود العجك .ص(177).

(6) هداية الحيارى ، ابن القيم ص(384-385).


(7) الحكمة في الدعوة إلى الله : سعيد بن علي القحطاني ، ص278.

(الحوار الإسلامي المسيحي .بسام داوود عجك . ص 180-182.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خادم السنة

خادم السنة


عدد الرسائل : 135
تاريخ التسجيل : 19/06/2007

نماذج من دعوة التابعين Empty
مُساهمةموضوع: رد: نماذج من دعوة التابعين   نماذج من دعوة التابعين Emptyالثلاثاء يناير 22, 2008 8:48 am

الحوار بين الرضا وجاثليق في مجلس المأمون :

كان الخليفة المأمون العباسي وهو ذا دراية بالفلسفة وعلم الكلام ويبدو انه قد درس المسيحية وتعمق فيها وألمّ بمسائلها الكبرى، فكان أحياناً يستدعي بعض القسيسين من حران وإنطاكية ويجمع بينهم وبين علماء المسلمين في حوارات عامه وخاصة تدور موضوعاتها حول شخصية المسيح وبعض القضايا الإسلامية والمسيحية ومن هذه الحوارات الحوار التالي الذي جرى بحضور عدد كبير من العلماء والفقهاء و أهل الملل وأصحاب المعتقدات ، جاء فيه:

- قال الجاثليق: كيف أحاج رجلاً يحتج علي بكتاب أنا أنكره؟ وبنبي لا أؤمن به؟

- فقال له الرضا: يا نصراني فان احتججت عليك بإنجيلك أتقر به؟

- قال الجاثليق: ما تقول في نبوة عيسى وكتابه؟ وهل تنكر منهما شيئاً؟

- قال الرضا: أنا مقر بنبوة عيسى وكتابه وما بشر به أمته وأقرت به الحواريون وكافر بنبوة كل عيسى لم يقر بنبوة محمد r وبكتابه ولم يبشر به أمته.

- قال الجاثليق: أليس إنما تقطع الأحكام بشاهدي عدل؟

- قال : بلى.

- قال الجاثليق: فأقم شاهدين من غير أهل ملتك على نبوة محمد r ممن لا تنكره النصرانية ، وسلنا مثل ذلك من غير أهل ملتنا، فذكر له الرضا اسم(يوحنا الديلمي) من أصحاب المسيح u .

- قال الجاثليق : بخٍ بخٍ ذكرت أحب الناس إلى المسيح.

- قال الرضا: فأقسمت عليك هل نطق الإنجيل أن يوحنا قال : إن المسيح اخبرني بدين محمد العربي وبشرني به، انه يكون من بعدة فبشر به الحواريين فآمنوا به؟

- قال الجاثليق: قد ذكر ذلك يوحنا عن المسيح وبشر بنبوة رجل ولم يلخص متى يكون ذلك ولم يسم لنا القوم فنعرفهم .

ثم قرأ له الرضا من الإنجيل المقاطع التي ذكر فيها النبي r واستحلفه قائلاً :

- ما تقول يا نصراني ؟ هذا قول عيسى بن مريم ، فإن كذّبت ما ينطق به الإنجيل فقد كذّبت موسى وعيسى عليهما السلام ومتى أنكرت هذا الذكر وجب عليك القتل لأنك تكون قد كفرت بربك ونبيك وكتابك ؛ فأقر بذلك الجاثليق .

ويبدو أن الاستدلال كان بالإنجيل الذي كان على عصر الرضا ثم حرف من بعده .

ثم قال الرضا في موضع آخر :

- يا نصراني والله إنا لنؤمن بعيسى الذي آمن به محمد r وما ننقم من عيساكم إلا ضعفه وقلة صيامه وصلاته .

- فقال الجاثليق : أفسدت والله علمك وضعّفت أمرك وما كنت ظننت إلا إنك أعلم أهل الإسلام .

- قال الرضا: كيف ذلك؟

- قال الجاثليق : من قولك أن عيسى كان ضعيفاً قليل الصيام قليل الصلاة وما أفطر عيسى يوماً قط ولا نام بليل قط ومازال صائم الدهر قائم الليل.

- قال الرضا : فلمن كان يصوم ويصلي ؟ فسكت الجاثليق !!

ثم قال الرضا : يا نصراني أسالك عن مسألة.

- قال :سل.

- قال:ما أنكرت أن عيسى كان يحيي الموتى بإذن الله تعالى؟

- قال الجاثليق: أنكرت ذلك من قبل ؛ إن من أحيى الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص فهو رب مستحق لأن يعبد.

- قال الرضا: فإن اليسع قد صنع مثل ما صنع عيسى؛ مشى على الماء وأحيى الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص فلم تتخذه أمته رباً ولم يعبده أحد من دون الله عز وجل وأتى بالأدلة من التوراة . فسكت الجاثليق .(1)

حوار أبي الأشعري وبعض علماء المسلمين مع فيلسوف نصراني :

جاء في كتاب عيون المناظرات نقلاً عن صاحب كتاب ( بهجة الإشراق )أن فيلسوفاً نصرانياً قدم بغداد وطلب الحوار مع علماء المسلمين فجمع له الخليفة كلاً من الصالحي والجبائي والكعبي والأشعري ، فتقدم الصالحي وكان من علماء المعتزلة فأخذ في الاستدلال وأثبت الأعراض فسلم له النصراني إثباتها ، ثم أثبت لها حدوثها ؛ فسلم له هذا الأصل الثاني أيضاً وقال : لايضرني (أي النصراني) وإنما مدار الأمر عندي على جسوم العالم ،فلما بلغ معه إلى الأصل الثالث ،الذي هو استحالة تعري الجواهر عن الأعراض ؛ قطعه النصراني :لأنه شاع من مذهب الصالحي القول بعروّ الجواهر عن جملة الأعراض ، فقال له :كيف تلزمني بأمر لا تعتقده ولا تقول به ؟فانقطع الصالحي .

ثم تقدم أبو القاسم الكعبي فأثبت الأعراض وحدوثها فسلم له النصراني ذلك فلما بلغ معه إلى الأصل الثالث وهو بيان عروّ الجواهر عن الأعراض .

قال النصراني : وأنت شاع في مذهبك أيضاً أن الجواهر تخلق من كل جنس من أجناس الأعراض إلا عن الألوان،فقطعه ؛ لأنه يلزمه ما قال به من العروّ في جميع الأعراض وإلا كان متحكماً والتحكم غير مقبول .

فتقدم أبو علي الجبائي فأثبت الأصلين ، فلما وصل إلى إثبات الأصل الثالث وهو استحالة عرو الجوهر عن الأعراض وتبين أن ما لا يسبق من الحادث فهو حادث بالضرورة فلم يكن للنصراني عليه قيام ؛لأنه لم يؤثر عن أبي الحسن القول بالعرو ، فتمت حجة الأشعري وأسلم النصراني.(2)

حوار بين مسلم ومسيحي في الهند عام 1845م في القرن التاسع عشر

لم يكن هذا الحوار إلا نوعاً من الجدل الديني المنتشر بين عامة المسلمين والمسيحيين ؛حيث كان رداً على ادعاء قام بعرضه أحد المسيحيين لإثبات وجود التثليث في العقيدة الإسلامية إذ يقول : إن التثليث جاء مثبتاً في الإسلام بدليل قوله تعالى)بسم الله الرحمن الرحيم (حيث هناك ثلاثة أسماء فدل على التثليث ؛فأجاب المسلم : لقد قصرت ؛ عليك أن تستدل بالقرآن على التسبيع بمبدأ سورة غافر في قوله تعالى )حم * تنـزيل الكتاب من الله العزيز العليم * غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول( (3)،بل عليك أن تقول إنه يثبت وجود سبعة عشر إلهاً في القرآن بثلاث آيات من أواخر سورة الحشر
)هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة * هو الرحمن الرحيم هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون* هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات وهو العزيز الحكيم(4)(وهذه السورة التي ذكر فيها سبعة عشر اسماً من أسماء الذات والصفات متوالية. (5)

الحوار بين الشيخ محمد عبده وبعض المسيحيين

وكانت أشهر تلك الحوارات مع القسيس (إسحق تيلور)الإنكليزي وذلك في الشام، أثناء نفي الشيخ إليها عام (1883)م.وأيضاً حوارا ته مع المستشرق (غبريال هانوتو)، وقد قام الشيخ محمد عبده بتأليف كتاب بعنوان"الإسلام " رد فيه على مطاعن وافتراءات المستشرق (هانوتو) قال الشيخ المسلم لأحد القساوسة ، لما حدثه عن المسيح

وعبادته: عبدتم المسيح عيسى ابن مريم لأنه لا أب له ، فضموا آدم مع عيسى حتى يكون لكم إٍلهان اثنان

، وإن كنتم عبدتموه لأنه أحيا الموتى ، فهذا حزقيال مر بميت – تجدونه في الإنجيل لا تنكرونه – فدعا الله عز وجل فأحياه له حتى كلّمه ، فضموا حزقيال مع عيسى وآدم حتى يكون لكم ثلاثة، وإن كنتم عبدتموه لأنه أراكم المعجزات فهذا يوشع بن نون ، قاتل قومه حتى غربت الشمس ، فقال لها : ارجعي بإذن الله فرجعت اثني عشر برجاً ، فضموا يوشع أيضاً إلى عيسى يكون رابع أربعة وإن كنتم عبدتموه لأنه عرج به إلى السماء فهذا محمد قد عرج به إلى السماء ، فضموه إليه يكون لكم خامس خمسه فسكت القسيس.

ـــــــــــــ

(1) الحوار الإسلامي المسيحي .بسام داوود عجك .ص 186-187-188.

(2) انظر عيون المناظرات ص232، عن الحوار الإسلامي المسيحي ،بسام داوود عجك ص188-189.

(3) سورة غافر1-3.

(4) سورة الحشر 22-24.

(5) انظر إظهار الحق ص1-38،وما بعدها عن الحوار الإسلامي المسيحي .بسام داوود عجك ص183.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نماذج من دعوة التابعين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» دعوة لاصحاب الاعمال(مؤسسات وشركات) فى الخليج
» دعوة لأصحاب الشركات ... اشترك مجانا ومارس اعمالك اونلاين
» دعوة لاصحاب الاعمال من اجل توفير افضل الكوادر المصرية للعمل بالخارج

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات طالب العلم الشرعي :: منتديات طالب العلم الشرعي :: المنتدى العام .. نبض القلب ... وهمس الروح-
انتقل الى: