هذه الأحرف أسطرها و قلبي يتفطر أسى و لوعة إلى من أشتكي
إلى من أرمي ثقل همومي آه لو تعلمون مدى الأسى في فؤادي
لأدركتم ما أعاني و رققتم لحالي فأرجوك تحملني يا قلم في رسم
هذه الكلمات.
مضيت مع الركب و في ذاكرتي و أخيلتي صور لذلك الظلم القديم
و لم أستطع تفاديها حتى في منامي و الخروج من دائرتها
المتحكمة في, و التي أورثتني طول السنين عملا دؤوبا و جهدا
متواصلا لكي أثبت في هذه الدنيا نقيض ذلك و لأكسر الدائرة
النارية التي كانت تحرقني في كل حين و ترميني بلهبها القتال و
أنا صامد أعزي نفسي و أصبرها بأني سأرد على كل من ظلم و
كل من طغى و كل من أجرم بحق الإنسان و من ضمنها حقي
سأرد على كل من جرأ و تخطى حمى ذلك الحصن المنيع الذي
صنعه الخالق !!!
و أصبح يعبث به و بأحاسيسه و مشاعره و يجعل منه –أي ذلك
الإنسان- أضحوكة للعالم و أرجوحة تتأرجح حسب مصلحته و
أهوائه التي لا يكاد يكون لها حد و لا خطوط حمراء و لا أي عاقل
يمنعه من ذلك مهما اختلف نوع العاقل داخليا و خارجيا !!!؟؟؟
*أسأل نفسي دائما و أحاول أن أستنطق الواقع معي هل فعلا أني
مخطئ؟
هل أنني أرمي أخطائي على غيري؟أم أني أتستر بخطأ الآخرين
لأتهرب ؟ من تقصيري ...من ضعفي...و من كل العيوب التي
أوصم بها بحق أو بغير حق... ظلما أو عدلا...؟؟؟
يا أيتها السماء...يا أيه الأرض...يا أيتها الدنيا ... بحق من
تألهونه أن تخبروني و تعلموني هل من خطأ في؟؟؟
مللت الكلام...مللت السكوت...مللت العمل...مللت الكسل...مللت
الفرح...مللت الحزن...مللت التفكير...مللت التهريج...مللت
الضحك المصطنع...نسيت الضحك البريء...مللت البكاء
المهين...مللت كل شيء...كل شيء...!!!
مللت غدوي و رواحي...مللت نومي و معاشي...مللت من الموت
المحتوم...مللت الحياة الفانية...و أسأل هل سأحيا هناك كما أني
هنا!!!؟؟؟
و أرجو أن يكون الجواب لا لأنه لو كان الجواب نعم لتمنيت أن
أصبح أي شيء غير أن أكون إنسانا و أن يكون لي عقل و لسان
و قلب ينبض.
*يا ترى ...أيكون الناس الذين يخبروني بأن وجودهم-أي أولئك
الظلمة-ضروري في هذه الحياة , و أنهم لولاهم لما كنا...ولما
نشأنا...ولما كان لنا ماض...أو حاضر...أو حتى مستقبل...أحقا
ما يصفونهم به من الخيرية و الصلاح و السداد؟؟؟
أم أن عيني تزيف الحق و لا تريني نور الشمس الساطع الذي يراه
كل الناس؟؟؟
لم أعد أستوعب أي شيء و أعود فأسأل نفسي و أسأل كل العقلاء
و أسأل الواقع!!!؟؟؟
*هل فعلا أنني مخطئ في كل تصوراتي و غير مصيب في
اعتقادي!!!؟؟؟
*دعوني أرجع إلى تلك الواقعة التي فجرت هذا الألم المستتر في
قلبي فأقول: من المذهل أن يمضي كل هؤلاء الناس , و يتعذب
بعضهم و يتعب في سبيل إنجاح هذه المهمة و قطف
الثمرات...ثمرات جهده... و يمضي هؤلاء الصغار –و أنا على
يقين- بأن كل واحد منهم أصبح يقوم و يقعد مع الحلم الذي يرى
فيه الصغير نفسه فائزا و أنه من أولئك المعدودين الذين تفوقوا و
يجد الصغير لنفسه قيمة في مدرسته و في بيته و لكن !!!
وا أسفاه و يا هول المصيبة ليس على هؤلاء الصغار لأنهم لم
يفهموا شيئا و لم يعوا ما يدور من حولهم بل علينا نحن .
و قد كنت أسمع عن ذلك , و توقع غيري النتيجة , لكن لأول
مرة أرى الظلم ماثلا أمامي بصورته المرعبة, و أرى ضحايا لا
يستطيعون فعل شيء زيادة أن يردوه عن أنفسهم...؟؟؟
فإلى كل الظلمة... إلى كل الطغاة ... إلى كل من أجرم بحق
الإنسانية أقول لهم:
لعلني في الوقت الحاضر لا أستطيع أن أفعل شيئا,و لا أن أقدم أي
جهد لرفع الظلم و لكني سأعود إليكم, سأعود بنوري لأزيح ظلمة
الظالمين,و أسحق كل أداة كانوا يظلموني بها مهما كانت هذه
الأداة , و سأخوض حربا لا هوادة فيها على كل أولئك المنهزمين,
بالقلم واللسان و بكل ما أوتيت من قوة ومن ثبات جنان .
لأكشف لهم –أي لأولئك المنهزمين- مدى جرمهم فينا و لأي مدى
تركوا لغيرنا أن يسيطروا على أقواتنا و يحرمونا من تنفس
الهواء النظيف و رؤية النور المشرق.
سأعود بروح طاهرة و يد نظيفة مضاءة بنور العدل و الحرية,
لأضيء بها الآفاق التي اظلمت من تجبرهم و علوهم في الأرض,
و خنقهم الحرية.
إليكم يا جلاديي يا من ألهبتم صدري و ظهري بسياطكم الآثمة, يا
من سرقتم رزقي ... يا من جوعتم كل حر شريف,و أطلقتم
العنان لثيران هائجة تعصف بنا...وتسرق قوتنا...و تقتل
زهورنا...
إليكم يا من كنتم تروننا و كأننا جراد تهوون بأيديكم الثخينة
لتزيلونا عن طريقكم و كأننا لسنا من بني الإنسان و أنتم الوحيدون
الذين تستحقون الحياة بل إن الحياة خلقت لكم و خلقتم لها, و من
أجلكم كانت.
لكنكم أتدرون ؟ أتعون؟ بأننا في يوم من الأيام سننزع حريتنا
السليبة و سنثأر من كل أفاك كذوب ... و من كل طاغية
متجبر... و من كل متفوه متذاك لعوب بعقول الناس و مستخف
بها...
فإلى ذلك الحين تربصوا يا أيها!!!!!؟؟؟؟؟