قاعدة في مراسيم الطريقة المباركة الرفاعية
من مراسمهم عدة النوبة وهي عبارة عن الدفوف . والضرب بها مباح عند الأمام الشافعي رضي الله عنه ولا بأس بالضرب بها في الأعياد ولأعلان النكاح وفاقا والطبول الأحمدية الكبيرة وهي ضرب من الدفوف أيضا وهم يضربونها في ليالي الجمع والجمعة عيد المؤمن كما جاء في الخبر والاعلام والرايات وهي من الألوية وهي إشارة للوقوف في عسكر الفقر الذي هو عبارة عن جهاد النفس المشار إليه بقوله عليه الصلاة والسلام حين رجع من الجهاد رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر وهذه المراسم يجتمعون عليها لتنشيط المريدين وترويح قلوبهم ( وقد ورد ) روحوا القلوب تارة فتارة وما رأينا ولا سمعنا بعالم أو مجتهد إلا وله عمل مباح يروح به قلبه . وعمل السادة الأحمدية هذا من هذا القبيل فإنهم يضربون الدفوف ويمدحون النبي صلى الله عليه وسلم ويذكرون الصالحين ويفرحون بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم وقد رأى بعض الصالحين رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فسأله عن قراءة المولد الذي يصنع لجنابه الكريم فقال له عليه الصلاة والسلام : من فرح بنا فرحنا به.
________________
قاعدة فيما من الله به من الخوارق
على هذه الطائفة الرفاعيـة
اعلم أيها المنصف أن الله وهب هذه الطائفة المباركة من الكرامات البيض أعلاها ومن الأخلاق الشريفة أسناها ومن المراتب أعظمها ومن العقائد أصحها وأكرمها وجعل أموالهم وأطوارهم مطابقة لحال النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح من آله وأصحابه الكرام رضي الله عنهم وأن كل ما صدر منهم من الخوارق مسبوق بالمعجزات النبوية وأصله في الكتاب والسنة معلوم لا ينكره إلا الحاسد أو المكابر المعاند وذلك كدخول النار فإنها كرامة مسبوقة بمعجزة إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام وأكل السم مسبوق بمعجزة النبي صلى الله عليه وسلم وقد وقع ذلك ومثله من جماعة من أكابر أصحاب النبي (ص) منهم سيف الله الصحابي الجليل سيدنا خالد بن الوليد المخزومي رضي الله عنه فقد شرب السم ولم يضره ومنهم من أدخله الاعداء النار في عهد سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه ولم تضره فلما بلغ ذلك عمر رضي الله عنه حمد الله وقال الحمد لله الذي جعل في هذه الأمة من أكرمه الله بمعجزة إبراهيم عليه السلام فإذا وقعت هذه الخارقة على يد رجل ليس بمظنة الكرامة لا يعترض لأنها كرامة أحسن الله بها للسيد أحمد رضي الله عنه وهي سارية بمتبعيه ببركته قدس الله روحه الطاهرة فإن الله إذا انعم على عبده نعمة ما استردها . نعم اشترطوا إظهار هذه الأسرار في موطنين الأول تجاه المنكر من غير هذه الأمة المحمدية بنية إرشاده للصواب الثاني لاستخلاص مظلوم من ظالم ولأمانة بدعة وإحياء سنة بنية جمع القلوب على الله تعالى لوجه الله إلا لغرض من أغراض الأكوان مطلقا ( قال صاحب الطريقة الغوث الأعظم سيدنا السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه ) من أيده الله لنصرة الدين أو لتخليص جماعة من المسلمين من ورطة سوء الظن بالفقراء ومعاداة الأولياء فظهرت الخارقة على يده لهذين الأمرين لا بأس عليه ومن اتخذ الكرامة التي أكرم الله بها أولياءه شبكة لصيد الدرهم والدينار فليس مني أنا برئ منه في الدنيا والآخرة والله على ما نقول وكيل .
وأمر رضي الله عنه بعدم الرغبة بالكرامات وإظهار خوارق العادات وقال : الأولياء يستترون من الكرامات كما تستتر المرأة من دم الحيض وقد أظهر الله سر كلمات هذا الغوث الأكبر رضي الله عنه بعده بسنين وأعوام فإن إتباع أتباعه الأعلام جعل الله على يديهم إسلام هلا كوخان ملك التتار وإسلام غازانخان وجميع عساكره أيضا حينما شربوا النحاس المذاب والسموم ودخلوا النيران كما صرح بذلك البيضاوي والوتري والقرماني والمنوفي رحمهم الله وغيرهم في تواريخهم . وأيد الله بهم السنة البيضاء وأعلى بهم منار الشريعة الغراء وصان بهم أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فرضي الله عن هذا السيد الجليل وعن أتباعه الكرام أجمعين .
_________________
قاعدة في أدب المرشد والمريد
قالوا ينبغي أن يكون المرشد المتصدر لخدمة هذه الطريقة العلية كاملا متشرعا متدينا عارفا بأصول الطريقة وأركانها وآدابها وخلواتها وجلواتها وأذكارها وأورادها وسلوكها وأسرارها متمسكا بشريعة النبي صلى الله عليه وسلم لا ينحرف عنها مقدار شعرة ناصحا لأخوانه محبا لهم لا نظر له فيهم معتمداً على الله يدور مع الحق حيث دار معظماً لشعائر الله عالما بشأن صاحب الطريق رضي الله عنه عارفا بقدره الجليل متبعا آثاره الكريمة متخلقا بأخلاقه قائداً أصحابه إلى الشرع لا يلتفت للشطحات والترهات والقول بالوحدة ذابا عن السنة المحمدية صعبا على أهل البدعة لينا لأهل الحق منسلخا من الدعوى والعجب والكبر والترفع على الناس صحيح اليد بإجازة متسلسلة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وينبغي أن يكون المريد صاحب أدب وخشوع وخضوع عارفا بمقدار شيخه منقادا له لا يعترض عليه ولا يمازحه ولا يرفع رداء الوقار في حضرته معظما لأمره مطيعا له حافظا حرمته وحرمة أهله وأقاربه ومحبيه في حضوره وغيابه وحياته ومماته مسلما له أزمة شأنه لا يصاحب له عدوا ولا يباعد له صديقا ولا يزور أحدا من صالحي الوقت بغير أمره وأذنه له بل ولا يستأذنه بزيارة أحد منهم هذا مع احترام رجال الوقت الصالحين جميعا وذلك لكيلا يتزعزع نظام عزمه بإتباع شيخه ، ويكون بين يدي شيخه كالميت بين يدي الغاسل على اعتبار أنه النائب بإرشاده عن النبي صلى الله عليه وسلم والنبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، والكلمة السارية صولته والأمر النفاذ إنما هي كلمته وصولة أمره عليه أفضل الصلاة والسلام وأهل العلم بالله هم وارثو الأنبياء المرادون بقوله عليه الصلاة والسلام : العلماء ورثة الأنبياء ) الحديث .
_________________ قاعدة في الأدب مع صاحب الطريق
سيدنا الغوث الأكبر سلطان الأولياء
مولانا السيد أحمد الرفاعي الحسيني
رضي الله عنه
من الأدب معه معرفة قرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعرف له المريد حق المودة في القربى وليعلم أن محبته من محبة النبي عليه أفضل الصلاة والسلام ألا وهو الأمام الأعظم والغوث المكرم الممتاز على الأولياء الأعلام لتقبيل يد النبي صلى الله عليه وسلم . شيخ الرجال تاج أهل الحال سيدنا ومولانا السيد أحمد محيي الدين أبو العباس ابن السيد السلطان أبي الحسن على دفين رأس القرية ( محلة ببغداد ) ابن السيد يحيي نقيب البصرة وصاحب المشهد العامر بالسبيليات بظاهر البصرة ابن السيد ثابت ابن السيد حازم ابن السيد أحمد ابن السيد على ابن السيد الحسن أبي المكارم رفاعة المكي نزيل أشبيلية المغرب ابن السيد المهدي ابن السيد محمد أبي القاسم ابن السيد الحسن ابن السيد الحسين ابن السيد أحمد الأكبر ابن السيد موسى الثاني ابن الإمام إبراهيم المرتضى ابن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الأمام السبط الحسين الشهيد عليه السلام ابن أمير المؤمنين صهر النبي الأمين سيدنا ومولانا الإمام على بن أبي طالب كرم الله وجهه رزقه من زوجته الطاهرة النقية البتول الزهراء سيدتنا فاطمة النبوية رضي الله عنه وعليها السلام بنت سيد المخلوقين وحبيب رب العالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين أجمعين . وقد يتصل نسبه العالي من طريق الأمهات بجده الإمام الحسن السبط عليه السلام والرضوان وبالإمام الأجل الخليفة الأول سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه وبسيدنا خالد بن زيد أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه وهي محررة في الكتب المطولة ومتفق عليها نفعنا الله برجالها الطاهرين والمسلمين .