قرة العين
عدد الرسائل : 65 تاريخ التسجيل : 18/06/2007
| موضوع: أفلا حج عنه أحد محبيه ؟ الثلاثاء يوليو 31, 2007 8:02 am | |
| أفلا يحج عنه أحد محبيه ؟ الإمام البغوي هو أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد ، الفقيه الشافعي ، محيي السنة ( ت 516هـ) صاحب : ( معالم التنزيل ) يقول الإمام الذهبي رحمه الله عن مُصنَّفاته البغوي رحمه الله : (بُورِك له في تصانيفه ، و رُزِق فيها القَبول التام ؛ لِحُسْن قصْدِه ، و صِدْق نِيَّته . و تنافس العلماءُ في تحصِيلِها ) سير أعلام النبلاء. 14/ 439. لله درُّ الإخلاص ، ما أَعْجَبه ! فهو الإِكْسِير المُذْهِل ! الإخلاصُ خُلُقٌ عظيم ، وكنزٌ رفيع ، بل هو من أشدّ الأخلاق على العارفين معالجة له ، ولَكَمْ اجتهد السلف رضوان الله عليهم في إخلاص نياتهم ، وما هذا إلاّ لأنَّ صلاح الأعمال موقوفٌ على الإخلاص.
وهذه قاعدة عظيمة النفع جداً ؛ فإنه ينبغي على طالب العِلْم ؛ متى ما رُزِق فَتْحاً وتفنُّنَاً في بابِ التَّصنِيف والتَّألِيف ، أن يتعاهد هذا الأمر ويعتني به عنايةً فائقة جداً ؛ ومتى ما فعل ذلك ؛ فليُبْشِر بالمِنَح الربَّانية .
وهذا شيخ المفسرين الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى ، يحكي حاله عن تفسيره فيقول : (استخرتُ الله ، و سألتُه العون على ما نويته من تصنيف التفسير قبل أن أعمله بثلاث سنين فأعانني) الله أكبر . ثلاث سنوات يستخير قبل التأليف ! إنها هِممٌ كالجبال . نعم ، إنه همُّ من يريد نفع الإسلام وأهلِهِ بأكبر قدْرٍ ؛ فجاءت مجالسه بأعظم كتاب في التفسير ؛ فرحمه الله رحمة واسعة .
وهذا إمام الأئمة ابنُ خزيمة رحمه الله ، يُسطِّرُ للتاريخ فيحدِّث عن شأنه في التَّصنِيف : (كنتُ إذا أردتُ أن أصنِّف الشيءَ ، أدخلُ في الصلاة مُستخيراً حتى يُفتَح عليَّ ، ثم أبتدئُ التصنيف) سير أعلام النبلاء: 14/ 396. وأَيْنَ أنت من الإمام مالك رحمه الله ، صاحب الموطأ ، فقد قيل له حين عزم على جمعه وتصنيفه ، أتُؤلِّف موطأً والموطَّآت كثيرة ؟ فقال قولته الشهيرة : ما كان للهِ فَسيَبْقَى ، وما كان لِغَيره ؛ فَسيَضْمَحِل . فليت شعري ، أين الموطَّآت الآن أمام موطأ الإمام مالك رحمه الله ؟
إن من أعظم معايير القبول وأسباب النفع : الإخلاص لله تعالى ، وقصد النفع للإسلام والمسلمين ، فمن يكتب ؛ فليكتب لهذه وإلا فلا يتعب ، إذ لن يجني من عمله سوى الكدّ والتعب ( ومن يهن الله فما له من مكرم).فَإِنْ أَرَدْتَ أَحْسَنَ التَّوَاصِي * * * فَطيِّبِ الأَعْمَالَ بالإِخْلاَصِ قال الداودي رحمه الله تعالى : ( وقد جاوز البغوي الثمانين ولم يَحُجّ ) عالمٌ خدم الكتاب والسنة ، ولم يتسنَّ له الخروج للحج ؟؟ أفلا يحج عنه أحد أبناء المسلمين تقديراً لجهوده العلمية المباركة . لما كان ابن حزم الظاهري رحمه الله لم يحج على _ الصحيح _ فقد حج عنه غير واحدٍ من المعتنين بكتبه وبمذهبه ؛ أفلا يحج عن الإمام البغوي أحد محبيه ، والمنتفعين بكتبه رحمه الله تعالى؟! | |
|
ابوالياس
عدد الرسائل : 49 العمر : 48 Emploi : أستاذ تاريخ التسجيل : 18/10/2011
| موضوع: رد: أفلا حج عنه أحد محبيه ؟ الأربعاء أكتوبر 19, 2011 3:50 pm | |
| | |
|