قصيدة زهدية رائعة انتقيتها من كتاب (مورد الظمئان لدروس الزمان) للشيخ عبدالعزيز السلمان
الشيخ السلمان لم يذكر اسم الناظم فلعل الإخوة ممن لهم اطلاع أن يتحفونا باسمه و مطلع القصيدة هو :
تفيض عيونى بالدموع السواكب **و ما لى لا أبكى على خير ذاهب
و هذا رابط التحميل بالصوت :
www.khayma.com/tajweed/taha/tafedoyonei.mp3
و السلام عليكم و رحمة الله
تفيض عيوني بالدموع السواكب
تفيض عيوني بالدمـوع السواكـب
ومالي لا أبكي على خيـر ذاهـب
على العمر إذ ولى وحان انقضـاؤه
بآمـال مغـرور وأعمـال ناكـب
على أشرف الأوقات لمـا غبنتهـا
بأسـواق غبـن بيـن لاه ولاعـب
على أنفس الساعات لمـا أضعتهـا
وقضيتهـا فـي غفلـة ومعاطـب
على صرفي الأنفاس في غير طائل
ولا نافع من فضل علـم وواجـب
على فرص كانت ولو أنني انتهزتها
نلت فيها مـن شريـف المطالـب
على كم ذنوب كم عيـوب وزلـة
وسيئـة مخشيـة فـي العـواقـب
علـى أننـي آثـرت دنيـا دنيـة
منغصـة مشحـونـة بالمعـايـب
على فعل طاعـات بغيـر توجـه
ومن غير إخلاص وقلـب مراقـب
أصلي الصلاة الخمس والقلب جائل
بأودية الوسواس من كـل جانـب
على أننـي أتلـو القـران كتابـه
تعالى بقلب ذاهـل غيـر راهـب
على أنني قـد اذكـر الله خالقـي
بغيـر حضـور لازم ومصاحـب
على طول آمـال كثيـر غرورهـا
ونسيان موت وهو اقـرب غائـب
على أنني لا اذكر القبـر والبلـى
كثيرا وسفـرا ذاهبـا غيـر آيـب
على أنني عن يوم بعثي ومحشـري
وعرضي وميزاني وتلك المصاعب
مواقف مـن أهوالهـا وخطوبهـا
يشيب من الولدان شعـر الذوائـب
تغافلت حتى صرت من فرط غفلتي
كأنـي لا ادري بتلـك المراهـب
على النـار مـا هجـرت سبيلهـا
ولا خفت من حياتهـا والعقـارب
على السعـي للجنـات دار النعيـم
والكرامة والزلفى ونيـل المـآرب
فآه علـى عيـش الأحبـة ناعمـا
هنيئا مصفى من جميـع الشوائـب
واه علينـا فـي غـرور وغفـلـة
عن الملا الأعلى وقرب الحبائـب
فكم بفؤادي من غليل ومـن أسـى
ومن حسـرات متعبـات غوالـب
وكم من دموع في الخدود سواكـب
تجود بها سحب في الجفون الذوائب
ولو أنني ابكـي الدمـوع وبعدهـا
الدماء على ما فاتنـي يـا معاتبـي
لكان قليلا في كثيـر ومـا عسـى
يرد البكاء مـن ذاهـب أي ذاهـب
فاستغفـر الله العظـيـم جـلالـه
وقدرته فـي شرقهـا والمغـارب
إليه متابي وهو حسبـي وملجئـي
ولي أمل في عطفه غيـر خائـب