منتديات طالب العلم الشرعي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أتحب الله أم تعشقه ؟!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو حمزة

أبو حمزة


عدد الرسائل : 69
تاريخ التسجيل : 19/06/2007

أتحب الله أم تعشقه ؟! Empty
مُساهمةموضوع: أتحب الله أم تعشقه ؟!   أتحب الله أم تعشقه ؟! Emptyالأربعاء أكتوبر 31, 2007 6:00 am

أتحب الله أم تعشقه ؟؟
محمد محمود كالو

كثيراً ما نسمع كلمة ( العشق الإلهي ) أو ( شهيدة العشق الإلهي ) ( أو عاشق النبي صلى الله عليه وسلم )
فهل يجوز إطلاق كلمة ( العشق ) هكذا ؟
وللجواب على ذلك كتبت ما يلي :

قال الله تعالى: ((قُلْ إن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ))[آل عمران:31].

يقول ابن كثيرفي تفسيره :
(هذه الآية حاكمة على كل من ادعى محبة الله وليس هو على الطريقة المحمدية، فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي والدين المحمدي في جميع أقواله وأفعاله).
وأوجب الله تعالى على عباده محبة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتقديم ذلك على محبة النفس والمال والولد والوالد والناس أجمعين؛ كما في الحديث: { لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين } رواه البخاري ومسلم ، وقوله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب حين قال: { يا رسول الله! لأنت أحب إليّ من كل شيء إلا من نفسي، فقال صلى الله عليه وسلم: لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك، فقال له عمر: فإنه الآن والله لأنت أحب إليّ من نفسي. فقال صلى الله عليه وسلم: الآن يا عمر } رواه البخاري.


أما أهل اللغة

فقد قال ابن منظور في لسان العرب :
حبب: الحُبُّ: نَقِيضُ البُغْضِ. والحُبُّ: الودادُ والـمَحَبَّةُ،
وكذلك الحِبُّ بالكسر.....
والحِبُّ: الـمَحْبُوبُ، وكان زَيْدُ بن حارِثةَ، رضي اللّه عنه،يُدْعَى: حِبَّ رَسولِ اللّه، صلة اللّه عليه وسلم؛ والأَنثى بالهاءِ.
وفي الحديث: ومن يَجْتَرئُ على ذلك إِلا أُسامةُ، حِبُّ رسولِ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، أَي مَحْبُوبُه، وكان رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، يُحِبُّه كثيراً.
وفي حديث فاطِمَة، رضوان اللّه عليها، قال لها رسولُ اللّهِ، صلى اللّه عليه وسلم، عن عائشة: إِنَّها حِبَّةُأَبِيكِ. الحِبُّ بالكسر: الـمَحْبُوبُ، والأُنثى: حِبَّةٌ، وجَمْعُ الحِبِّ أَحْبابٌ، وحِبَّانٌ، وحُبُوبٌ، وحِبَبةٌ، وحُبٌّ؛ هذه الأَخيرة إِما أَن تكون من الجَمْع العزيز، وإِما أَن تكون اسماً للجَمْعِ.

أما كلمة العشق فقد قال ابن منظور في لسانه :
عشق: العِشْقُ: فرط الحب، وقيل: هو عُجْب المحب بالمحبوب يكون في عَفاف الحُبّ ودَعارته؛ عَشِقَه يَعْشَقُه عِشْقاً وعَشَقاً وتَعَشَّقَهُ،وقيل: التَّعَشُّقُ، تكلّف العِشْقِ، وقيل: العِشْقُ الاسم والعَشَقُ المصدر، قال رؤبة:

ولم يُضِعْها بينَ فِرْكِ وعَشَقْ.

وقال ابن سيده في المحكم و المحيط الأعظم :
ع ش ق
العِشْق: عجب المحب بالمحبوب، يكون في عفاف الحب ودعارته.

وقال الزبيدي صاحب تاج العروس من جواهر القاموس :
ع ش ق
العِشْقُ بالكَسْر، وإنّما أهمله لشُهْرَتِه. والمَعْشَق، كمَقْعَد، قال الأعشى:

وما بيَ منْ سُقْمٍ وما بيَ معْشَقُ

عُجْبُ المُحِبِّ بمَحْبوبِه. أو هو: إفْراطُ الحُبِّ.
وسُئِلَ أبو العبّاس أحمدُ بنُ يَحْيى عن الحُبِّ والعِشْق: أيّهُما أحْمَدُ؟ فقال: الحُبُّ؛ لأنّ العِشْق فيه إفراطٌ، ويكونُ العِشْق في عَفاف الحُبّ وفي دَعارَةٍ، أو هو عَمَى الحِسِّ عن إدْراكِ عُيوبِه، أو مرَضٌ وسْواسيٌّ يجْلُبُه إلى نفْسِه بتَسْليطِ فِكْرِه على استِحْسانِ بعْضِ الصّوَر.

وقال الجوهري في الصحاح :
قال الفرّاءُ: يقولونَ: امرأةٌ مُحِبٌّ لزَوْجِها وعاشِقٌ لزَوْجِها.

علم مما سبق أن كلمة العشق يستعملها كثير من الناس في غير موضعها الذي ارتضته لها العرب
فهي لا تستعمل إلا مع امرأة ويكون في عفاف الحب ودعارته ، كما قال أهل اللغة والأدب.

ولكن كلمة الحب وردت على لسان رسول الله صلى الله عليه و سلم و جاءت في كتاب الله في غير ما موضع قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَآمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحبُّهم ويُحبونه )[المائدة: 54 ] .
وقال الله تعالى: ((وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّه )) [البقرة: ة165] .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يؤمنأحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين . رواه البخاري ومسلم .
وقال صلى الله عليه وسلم يوم خيبر : لأعطين هذه الراية رجلا يفتح الله علييديهيحبّ الله ورسوله ويحبه الله ورسوله . رواه البخاري ومسلم .
وقال صلى الله عليه وسلم : ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكونالله ورسوله أحب إليه مما سواهما... الحديث رواه البخاري ومسلم .
وقال صلى الله عليه وسلم أيضاً : من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله ، فقداستكمل الإيمان . رواه أبو داود .
والأحاديث في ذلك كثيرة.

وفي هذا دلالة بينة واضحة و كافية على أن كلمة الحب لا تعبر عن كلمة العشق لأن هذه الأخيرة لم ترد في كتاب الله تعالى مطلقاً ولا في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
والمسلم ينبغي له أن يتقيد بالألفاظ الشرعية التي لا لبس فيها ولا يجوز له أن يطلق ألفاظاً في حق الله تعالى لم ترد في الكتاب ولا في السنة.

وقد يقول أحد الناس : كلمة العشق لها ذِكْر في ديوان ابنِ الفارِضِ؟
أقول له : كلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم مقدم على أي كلام.

وأذكر هنا كلمة للإمام البخاري رحمه الله تعالى.
روى أبو نُعيم في الحلية عن الشافعي رحمه الله:
أنه أتاه رجل فسأله عن مسألة فقال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا وكذا، فقال الرجل للشافعي: ما تقول أنت؟ فقال الشافعي رحمه الله: سبحان الله! أتراني في كنيسة؟ تراني في بيعة؟ تراني على وسطي زناراً؟ أقول: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذاوأنت تقول لي: ما تقول أنت؟.

وحدث ابن سيرين رجلاً بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال رجل: [قال فلان كذا، -يعني: كأنه معترض عن الحديث بقول فلان- فقال ابن سيرين : أحدثك عن النبي صلى الله عليه وسلم وتقول قال: فلان وفلان كذا وكذا! والله لا أكلمك أبداً].

وكما قال أبو القاسم الأصبهاني : ليس لنا مع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأمر شيء إلا الإتباع والتسليم، ولا يُعرض على قياس ولا غيره، وكل ما سواها من كلام الآدميين تبعٌ لها، ولا عذر لأحد يتعمد ترك السنة ويذهب إلى غيرها، لأنه لا حجة لقول أحد مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صح .. إلى آخر كلامه.

قال العلماء : ما يذكر في المنتديات من الأسماء المستعارة كعاشق الجنةوعاشق الإسلاموعاشق الشهادة وعاشق الوطن أو عاشق سوريا ولبنان وغيرهما فهذه مسميات مُحدَثة ،وتركها أولى .
وحب البلدان وغيرها فالأولى التعبير عنه أيضاً بالحب لا بالعشق ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حق مكة : ( ما أطيبك من بلد وأحبك إلي ) رواه الترمذي.
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( أحُدٌ جبل يحبنا ونحبه ). رواه البخاري.
هذا والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

اللهم أرنا الحق حقاً، وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً، وارزقنا اجتنابه، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل، واجعلنا للمتقين إماماً يا أرحم الراحمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أتحب الله أم تعشقه ؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الزوجة الثانية لرسول الله صلى الله عليه وسلم
» عبد الله غول ( العثمانيون الجدد ) فيديو
» إن شاء الله وليس إنشاء ؟ انتبه !!
» إن الله في قبلة المصلي ؟؟
» كتب للدكتور عمر عبد الله كامل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات طالب العلم الشرعي :: منتديات طالب العلم الشرعي :: المنتدى العام .. نبض القلب ... وهمس الروح-
انتقل الى: